نهال صلاح تكتب: أحزابنا الحلوة: احذروا واكتموا على “نفسكم”

Posted: September 23, 2011 in Uncategorized

كلمة: نهال صلاح

رئيس التحرير

مصريون وطنيون بحق، لديهم رؤية وطاقة ورغبة في أن يصنعوا بأفكارهم ونشاطاتهم واقعا جديدا لشعب يستحق حياة محترمة، رغدة وسالمة، يجتمعون مع من يشاركونهم أحلامهم، يتعاهدون على وضع رؤية تضمن الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية لكل المصريين، يحددون أهدافا ملموسة وواقعية لتحقيق تلك الرؤية.

أهداف محددة بجدول زمني واضح، ويتفقوا ويعلنوا على الشعب آليات تحقيق تلك الأهداف: سنتبنى المشروع الفلانى فى الاقتصاد، والاتجاه الفلانى فى السياسة، فى الصحة سنحقق كذا فى خلال كذا، وفى التعليم والإسكان و……إلخ.

وهكذا تكونت الأحزاب الحقيقية والحركات المتعددة بعد ثورة خمسة وعشرين يناير… الثورة البيضاء.

ومن الأحزاب -على سبيل المثال لا الحصر، لأن كل يوم قد يحمل معه حزبا جديدا ورؤية جديدة- حزب الحرية والعدالة (منبثق من جماعة الإخوان)، حزب الجبهة الديمقراطية، حزب المصريين الأحرار، حزب العدل، مصر حرية، الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، مصر الحرة.. والبقية تأتى..

ليس عندى أي شك أنهم جميعهم وطنيون وذوو ضمائر نقية، يريدون الصالح والأصلح لمصر من وجهة نظرهم، فمنهم من يراه فى الدولة الإسلامية، ومنهم من يراه في دولة ليبرالية، ومنهم من يراه في الوسط بين هذا وذاك.

وقد كنت قريبة من بعض تلك الأحزاب والحركات وهى تتكون و تتحرك وتكبر، فرأيت وشعرت بأشياء جعلتنى أستشعر خطرا يمكن تفاديه، ولكن لو فشلنا فى ذلك، فسوف يكون لدينا بدل الحزب الوطنى البائد عشرة!!

مجموعة من ذوى النضج والخبرة، أو مجموعة من الشباب المشحون بالطاقة والعلم والحداثة، أيًا كانت قيادات الحزب، فإنني أخشى أن يتحولوا -دون أن يشعروا- إلى نسخ جديدة من صفوت وزكريا و جمال مبارك!!

لذا فإني أريد أن أتلوا عليهم نشيد |احذروا”:

“احذروا تضخم الإحساس بالذات، والكبر، والاستعلاء، والظن بأنى الأفضل، وكل من غيرى هواء!!

احذروا الشللية: يجب أن أرى في أي محفل بصحبة فلان، وأتجاذب أطراف الحديث مع علان.

احذروا احتكار الأضواء: يجب أن نرى وجوها كثيرة لنفس الحزب، ويجب خلق صفوف ثانية وثالثة من القيادات.

احذروا الدعوات والسهرات: لوكل حد يعرفك عزمك على عيد ميلاد فى تامارى و لا فرح هنا و لا أجازة هناك و لا سهرة أنس هنا!!

ليه بقى الموضوع ده خطير؟؟؟

لأن الحياة عبارة عن أيام، والأيام عبارة عن ساعات، وكلما فقدنا ساعات فى دوائر المرحرحين ورجال الأعمال، بعدنا عن الشارع ومشاكله وهمومه والتحديات اللى جينا نحولها لفرص ومشاريع، وحلت محلها أحاديث فى تلك السهرات عن فرصة استثمار فى كذا و كذا، وإيه رأيك يا فلان بيه لو عملنا بيزنس مع بعض، وأنا عارف إنك مشغول فادخل معايا بقرشين، وأنا عليا الإدارة وتلاقى نفسك بتخلص له حاجات عن طريق النواب بتوعك فى المجلس!

وتعالوا بقى لو تخيلنا فيه كام قيادة فى كل حزب، وبيروحوا كام حفلة، وبيعملوا كام مشروع.. متخيلين؟ هنرجع تاني حزبي حبيبي الحزب الوطني، بل أنيل، لأن عندنا أكثر من حزب.

نشيد لازم:

اللي دخل أي حزب، وبالذات الناس البريئة واللى لسّه ما اتلوثتش بجو السياسة، لازم تبقوا “ضمير” الناس دى، يعنى لازم تفتحوا عينيهم وودانهم ويصروا على محاسبة ومراجعة القيادات الحزبية أولا بأولا.

لازم مايعدوش حاجة لأن التاريخ واضح جدا فى النقطة دى: السلطة مفسدة والسلطة المطلقة مفسدة فسادا مطلقا!

والأحزاب برضه لازم تفضح الممارسات الخطأ اللي بيعملها الحزب الآخر.

اكتموا

وقيادات الأحزاب الجديدة من غير كل المراقبات اللي فوق دى، هذّبوا نفوسكم الأمارة بالسوء.. أقول لكم.. اكتموها!

وربنا يهديكم إلى الخير والصواب، ويبعد عنكم شرور أنفسكم جميعها.

 نشر في عدد يونيو 2011 من مجلة كلمتنا

Leave a comment