نهال صلاح تكتب: أنا المشير….!!

Posted: September 23, 2011 in Uncategorized

كلمة: نهال صلاح

رئيس التحرير

المشهد الأول: الحريق VSالثورة

في فجر يوم 11 / 7 قدر الله ماسًا كهربائيًا وحريقًا في شقتنا، وأخويا ربنا سبحانه وتعالى قدّره ينقذ أمي، ولكن أصيب هو بحروق عميقة.

الحمد لله على كل شيء، ومش هتكلم عن الدور البطولي لحرّاس العمارة والجيران.

ومش هتكلم عن المطافي اللي -رغم الطريق الفاضي!- جت بعد ما الفيلم خلص!

ومش هتكلم عن الإسعاف اللي فضلت ماتردش لفترة، ولما شرّفت، قعدنا نلف ساعتين ونص بيها عشان نلاقي مستشفى فيها قسم عناية مركزة للحروق!!

لكن هتكلم عن اللحظة اللي أخويا خرج فيها من العناية المركزة، وأول سؤال سأله: “أخبار اللي في التحرير إيه؟”

والغريب في الموضوع إن ده كان هو نفس الموضوع اللي كنت بتناقش فيه مع كل الناس أنا وأمي، بين لحظات مقابلة الدكاترة، والصريخ في ممرضاتنا اللي زى الفل!!

وموضِع الغرابة، إن الموقف اللي كنا بنمرّ به، كان موقفا عظيما، أتمنى من الله سبحانه وتعالى ألا يمر به أحدكم، ومع ذلك كنا نتحدث عن الثورة وتداعياتها، وكان خوفنا عليها أكبر من خوفنا على أرواحنا!

المشهد التانى: علينا “قبل” حوالينا

لما الدكتور عرف إننا أقارب “فلان المحترم”، قال بالفم المليان: “يطلع الجناح الفلاني”، قالوا له: “فلان فيه!”، قال: “خرّجوه منه”، الكلام ده كان قدام أختي وأخويا اللي كان نايم متأثرًا بحروقه على التروللي، ولما سمعته على التليفون، قلت لإخواتي الاتنين: “اوعوا تقبلوا، المرة دي التوصية لينا، المرة اللي جاية إنتم اللي هيخرجوكم من الجناح”!

وكانت المفاجأة إن أخويا قال لي: “ما إحنا قلنا له كده..فرد علينا وقال “دى حركات بس.. الأجنحة فاضية!”

الماستر سين:

الموقف ده بالنسبة لي، وبالنسبة لنا كلنا، كان اختبارا حقيقيًا لمدى نقاء ثورتنا.

إننا نكون مشغولين وشايلين همّ المعتصمين وإحنا في مصيبة، ده الاختبار الأول.

وإننا نصرّ على تحقيق العدالة الاجتماعية رغم حاجتنا لاهتمام وعناية خاصة، ده كان الاختبار التاني.

وساعتها اتأكدت – للمرة المليون- إن الثورة دى من جوّانا، من قلوبنا، من أرواحنا، من دمائنا، لا تمويل ولا أجندات ولا فوضى خلاقة و لا كلام بيانات!

إحنا الشعب!

إحنا الشعب النقي، إحنا الجيل اللي قرر يجازف ويرمي نفسه في تهلكة الثورة، يا نكمّلها، يا تقضي علينا.

إحنا المصريين اللي –ببسالة- قررنا ندفع الثمن، أنا وإنت وهم اللي عايشين حياة –تقريبا- مرفّهة، ومع ذلك كنا حاسين بآهات الغلابة والمظلومين والمقهورين، وخرجنا نصرخ بحقوقهم وحقوقنا في وطن محترم، نظيف، خالي من القذارة المقننة والمؤسسة.

أنا المشيييييييييييييييييير!

 أيوه، أنا المشير وإنت المشير، وكلّنا  اعضاء فى “المجلس الشعبي الثوري السلمي”، اللي بيتكوّن من أكتر من 20 مليون مجند وظابط.

مجلسنا لا يُعيّن ولا يُحلّ ولا يحال إلى المعاش، مجلسنا هو اللي قرر إننا “نضرب” النظام المتعفن بالفساد والظلم، مش حد تانى، ومجلسنا هو برضه اللي هيضرب كل وأي مسئول أو حكومة أو سلطة تفتكر إنها ممكن تشوّه أو تحجّم حلمنا.

ما تنسوش إحنا وأولادنا من بعدنا إن شاء الله اللي هنكتب التاريخ، ولن يرحم التاريخ متواطئا أو متباطئا!

سلّومة الأقرع ما يعرفش أبوه.. فاعملوا لآخرتكم يرحمكم الله!

والله الموفق.

ملاحظة: أنا أكن كل الاحترام والتقدير للقوات المسلحة التي حمت الثورة، ومع ذلك فأنا مليون علامة استفهام وتعجب أمام كل قرار -أو لا قرار!!- اتخذه المجلس العسكري من ساعتها تحت مسمى “حماية مكتسبات الثورة“!!

نشر في أغسطس 2011 – مجلة كلمتنا

Leave a comment