نهال صلاح تكتب: كان فيه وخلص!!

Posted: September 23, 2011 in Uncategorized

كلمة: نهال صلاح

رئيس التحرير

أنا سامعة ناس أعدادهم بتزداد بتقول إن الثورة خلّت الشباب متجاوز، وغير محترم، وبيشتم، بعد ما فقدوا احترامهم للرموز، والكبار، والقامات و…و..و…!!

طيب.. ممكن نسأل شوية أسئلة كده تخلينا نقرّب وجهات النظر شوية، وتوضح بعض الأمور؟

من هو الرمز؟

هل من أهمل رعيته رمز؟

هل من أهمل واجبه رمز؟

هل من سَرْطَن شعبه رمز؟

طيب..هل الوزير الحرامي رمز؟

هل الوزير اللي مش عارف يحقق أي إنجاز يذكر رمز؟

من الآخر: هو إيه معيار التحول لرمز.. السن ولا المنصب ولا عدد السنين اللي تولى فيها المنصب، بغض النظر عن أدائه؟

في رأيي المتواضع – اللي مش شرط يكون رأيك إنت كمان- إن لا سن ولا منصب ولا شعر أبيض ولا شنبات ممكن تبقى معيار، وإنما الأفعال، والأفعال وحدها هي ما يجب اتخاذها معيارا لجعل الأشخاص رموزا من عدمه!

يعنى لو عامل نضافة، وبيعمل شغله بما يرضى الله، على راسنا من فوق، ولو وزير أو رئيس جمهورية وبيعمل حاجة غلط، يبقى ننقده بكل أدب من غير تعدّي ولا تجاوز.

طبعا سامعة أبناء –لا مؤاخذة مبارك- بيقولوا: حلو الكلام ده، وإنتي بقى مش شايفة إن كل قلة الأدب والانحطاط والشتايم والنكت دي تعدي وتجاوز؟

في ظاهرها، آه تجاوز، لكن في باطنها: مش تجاوز على الإطلاق.

لأن الشباب اللي في العشرينيات والثلاثينيات، اللي إنتم زعلانين من تجاوزهم دول، ملهمش ذنب!

طبعا سامعاكم بتقولوا: “لييييييييييييييه..مفيش أهل تربّى؟ مفيش مدرسة تعلم؟ مفيش جامعة تثقف؟ مفيش إعلام يوجّه؟”

أقول لكم بكل قوة: كان فيه وخلص!!!

أصل باباهم عشان مالقاش شغل، سافر من ساعة ما اتولدوا الخليج، وكان بيشوفهم في الأجازات بالعافية!

أمهم؟ كانت بتشتغل برضه عشان تساعد، ولما كان بيفضل فيها نَفَس بعد شغل البيت والجري بالعيال بين الدكاترة.. بتذاكر لهم!!

المدرسة؟ التعليم فيها كان منحدر، والتربية منعدمة، والمدرس تعبان في حياته، فبيدّي دروس وبيفقد هيبته، وملوش في قصة القدوة والكلام ده!!

الجامعة؟ أفشل وأضل سبيلا، لا فيها تعليم ولا قدوة ولا نشاط غير الرحلات، وغير كده كنت تتشد أمن دولة!!

الإعلام؟ فاشل، والأفلام ساذجة، والبرامج تافهة، لأن ممنوع نتكلم في حاجة ليها فايدة!!

متخيلين النتيجة إيه؟!

متخيلين لما الإنسان لا يتربى، ولا يتعلم، ولا يتوجّه، ولا يكبر وليه قدوة، وفجأة نلاقيه يعبّر عن نفسه بأدب، يوقّر الكبير، ويحنو على الضعيف، ويصبر ويكظم الغيظ ويعف اللسان؟!!

ده أنا كل ما أفكر في كل ده، أصلّي ركعتين شكر لربنا إن لما الجيل ده قاد الانفجار ونزلوا الشارع، خلّوها “سلمية سلمية”!!!!

وإذا كنا اتعلمنا في المنطق إن المقدمات تؤدى إلى النتائج، فثورة سلمية هي نتيجة غير منطقية بالمرة، نتيجة إلهية بحتة، ملهاش علاقة بأي مبررات أو مقدمات نفهمها إحنا كبني أدمين!!

وإن بالثورة دى ربنا سبحانه وتعالى عايز مبارك يتحسّر على مجهود السنين اللي حاول فيها -بكل ما أوتي من قوة هو ونظامه- يحوّل شعبه إلى أنصاف بني أدمين، لا بيشوفوا ولا بيسمعوا ولا بيتكلموا إلا في القوت والعيال وطابور العيش!!!!

 مش معنى كلامي إني مع إن جيلنا ياخدها حلوانة في سلوانة ويسوء فيها.

لأ طبعا، أنا بس بحط النقط فوق الحروف، وبقول إن الشباب اللي إحنا شايفينه متجاوز ومش مستعد للمسئولية –في رأيهم يعني- ده نتاج عصر -لا مؤاخذة- مبارك، عصر الظلمات والظلم، عصر بهدلة الأسرة المصرية، عصر الجاهلية الجامعية، عصر العشوائيات، عصر الفهلوة والحرامية، حتى شغلانة بررم على المدفع مش لاقينها!!!!

 فلما كل اللي يعملوه شوية تجاوز في التعبير والتنفيس، يبقى نشكر ربنا سبحانه وتعالى ونصلي له إنها جت على قد كده.

و على فكرة هو كان فيه و خلص بس بعتنا نجيب.

و الله الموفق.

نشر في سبتمبر 2011 – مجلة كلمتنا

Leave a comment